يُعدّ الشيخ الجليل محمد سعيد ملحس أبرز أعلام آل ملحس في فلسطين ولهذا الشيخ الجليل عناية فائقة بالقرآن الكريم حيث يعتبر شيخ قرّاء شمال فلسطين وله من التأليفات في هذا المضمار كتاب أحكام تجويد القرآن وكانت الطبعة الأولى للكتاب في مصر عام 1953، ثم الثانية في مطابع قطر الوطنية عام 1958، والثالثة في السودان عام 1969.
وتوالت بعد ذلك طبعات الكتاب التي وصلت 18 طبعة، واكبتها عمليات تنقيح وتبسيط لكل ما يصعب شرحه.
قبل نكبة 1948 كانت أسرته تنتقل ما بين مدينة حيفا الساحلية ومدينة نابلس بحكم عملها في التجارة، وفي حيفا (تحديدا في مدرسة السباعي) درس المرحلة الابتدائية وبدأت تظهر عليه علامات النبوغ والذكاء، وما زال يحتفظ بمصحف حصل عليه كهدية لتفوقه من تلك المدرسة.
لكن النكبة وما ألحقته من دمار وتشريد لعموم الشعب الفلسطيني أصابت أسرة الشيخ محمد سعيد ملحس (أبو أسامة) فاستشهد أحد إخوته وخسرت الأسرة كثيرا من أموالها وممتلكاتها وعادت للاستقرار في مدينة نابلس، فلم يكمل تعليمه المدرسي، ومع ذلك ظل جميل الخط، متين اللغة حتى اليوم.
في نابلس عمل الشيخ ملحس بأجر ضئيل في بقالة، وعرف عنه الأمانة والتدين والحياء، وتعلم العصامية والاعتماد على الذات منذ نعومة أظفاره، وكانت البقالة ملاصقة للمسجد الصلاحي الكبير، فكان الشيخ لا يفوت فرضا في المسجد، والتزم بحضور دروس التجويد في ذلك المسجد.
تزوج الشيخ محمد سعيد من فتاة من نابلس عن طريق أحد كبار المشايخ العلماء فيها ... فأعانته زوجته على حمل رسالته في نشر وتعليم علم التجويد وفي تربية أبنائه على الصورة التي يرضاها بعد رضى الله...
انجب الشيخ ثلاثة من الأولاد، وابنتين اثنتين، وأحد أولاده (محمد نور) استلم لجان التحفيظ في نابلس.
ورغم تقدم العمر بالشيخ أبو أسامة، إلا أنه ما زال يؤدي الصلاة واقفا دون جلوس، وما زال يتلو القرآن الكريم ملتزما بأحكام التجويد، مع أن الضعف والوهن أصاب فيما أصاب حنجرته ونبرات صوته، مثلما أصاب سائر جسده.
كل من تعلم التجويد من الشيخ مباشرة، أو من خلال كتابه أو ممن تتلمذ على يديه أو من يتابع إذاعة القرآن الكريم، يدعو الله أن يحفظه وأن يثبته ويحسن خاتمته.